إن الحمد لله تبارك وتعالى , نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه , ونعوذ بالله تعالى من شرور انفسنا ومن سيئات أعمالنا , من يهد الله تبارك وتعالى فلا مضل له , و من يضلل الله تبارك وتعالى فلا هادى له , واشهد أن لا اله إلا الله تبارك وتعالى وحده لا شريك له, له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير , نشهد أنه الله تبارك وتعالى الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحد , ونشهد أنه الله تبارك وتعالى المعبود الحق وبالحق عبد , ولا معبود حق وبحق سواه , ونبرأ إليه من كل معبود سواه ونكفر به , ومن عبادته , ومن عابديه , ونخلع ونكفر بكل من يكفره سبحانه , أو ينازعه صفة من صفات العزة والربوبية , وكل من يطغى ويتخطى حد العبودية ويزعم لنفسه أو لأحد من عبيده شيئاً من إستحقاق الطاعة المطلقة , أو حق التشريع والتحليل والتحريم , أو الحكم في دماء الناس وأموالهم وأعراضهم بغير إذن من الله تبارك وتعالى الحكم العدل والشارع الحكيم , ونستسلم لله تبارك وتعالى استسلاماً مطلقاً , ونخضع له وحده , ونطلب مغفرته ورحمته بالأعمال الصالحات , ولا نركن ولا ننظر إليها , فهي لا تنجينا من عذاب الله تبارك وتعالى بنفسها , ولكن نعمل الصالحات ونلتزم منهج الله تبارك وتعالى المنزل علينا , نرجو بذلك رحمة الله تبارك وتعالى ومغفرته , ونخاف من عذابه ومقته وغضبه , أكثر من أي شيء آخر ,ولا نأمن ولا نستكين لحال ولا لعمل منا , ولا نكف عن خشية الله تبارك وتعالى والخوف من سخطه وغضبه , حتى نضع رحالنا ومتاعنا في الجنة بفضله ورحمته , ومن أمن عذاب الله تبارك وتعالى فهو في غرر شديد وخطر محيط , ولا نراه إلا من الهالكين , ونرفع أكف الضراعة إليه مستكنين مقنعي رؤوسنا , ذلاً له و افتقاراً , فلا تمام للعبد ولا قراراً إلا بتمام العبودية وحتم الافتقار , وخلع النفس من قرارها , فلا يرى لها وجوداً من نفسها , و أن ليس لها فضل في شيء , ولا علم ولا قدرة ولا سلطاناً , فالعدم محيط بها , والموت لازم لها , ولا حياة لها ولا سعادة وسكينة تظلها إلا في عبودية باريها ومحبته , والوفاء بعهده وميثاقه
وندعو الله تبارك وتعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العليا الواردة في القرآن الكريم حصراً ولا نتجاوزه , ومن تجاوزه فقد ظلم نفسه , واعتدى , والله لا يحب المعتدين , ومن تجاوزه فقد الحد في أسمائه , قال تعالى " وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَىٰ فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَٰئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ " 180الاعراف , ومن تجاوزه فقد افترى على الكذب " وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَٰئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَىٰ رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَٰدُ هَٰؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَىٰ رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّٰلِمِينَ " 18 هود .ونثبت له تبارك وتعالى كل الأسماء الحسنى وصفات الجلال والإكرام إثباتاً مفصلاً كما وردت في القرآن الكريم , وننفي عنه جل جلاله وتباركت أسمائه كل نقص وكل ما يوهم نقصاً نفياً مجملاً كما هي طريقة القرآن الكريم .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق