بحث هذه المدونة الإلكترونية

الأحد، 29 نوفمبر 2020

هل ماء المطر نتيجة تبخر ماء البحار أم ينزل من السماء مباشرةً ؟

 

هل ماء المطر نتيجة تبخر ماء البحار أم ينزل من السماء مباشرةً ؟
هل ماء المطر نتيجة تبخر ماء البحار أم ينزل من السماء مباشرةً ؟



كما أن الماء ينزل من السماء نفسها وليس هو نتيجة تبخر ماء المحيطات كما يزعم الجاهلون الضالون  , فمن أين لهم العلم بذلك ,,, وصدق الله تعالى ( إن الكافرون إلا في غرور ) 

فماء المطر موجود في السماء نفسها  , وما تنزل منه قطرة إلا بإذن ربها وما تنزل إلا بوزن معلوم ووقت لا يفوت لمكان في الأرض لا تخطئه ولا تتخطاه  , وكذلك البذور التي تنبت منها الأشجار والثمرات وأنواع الفواكه والخضروات وغيرها مما يأكل الناس والأنعام هي أيضاً مما ينزل من السماء  مع المطر أو بدونه  قبله أو بعده  فلله الحمد ربنا وسعنا برحمته وعظيم منه وفضله , ثم الذين كفروا بربهم يعدلون  وينسبون كل ذلك للطبيعة العمياء والصدفة الصماء  , تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً وخير شاهدٍ على ذلك الجبال العالية الخضراء والمساحات الشاسعة العامرة بالشجار وأنواع الزروع والثمار وحشائش الأرض , ومرتع واسع لكل أنواع الدواب والوحوش والطير مما هو أمم أمثالنا  , كل ذلك موجود في أنحاء الأرض , شاهد على الربوبية القائمة والراعية لكل ذرة في هذا الوجود , هو سبحانه أنشائها ولسنا المنشئون , وهو الذى أنزل بذرتها من السماء ولسنا المنزلون , وسقاها بماء من السماء عذب فرات متاعاً لنا ولأنعامنا , فبأي حديث بعده يؤمنون !  أما السحاب فهو الناقلات العملاقة والحوامل الكونية للماء والبذور , إذ تعمل بإذن ربها لتوزيع هذا الغيث والفضل والإنعام حسب ما أمرت به وما يتم تحديثه من برنامج عملها  كل ذلك في نظام محكم بديع  فتبارك الله رب العالمين .   ولذلك نرى كلمة الثمرات في الآية الكريمة برسم قرآني فريد لتدل وتشير إلى المعنى السابق , فإن هذه الثمرات التي نأكل منها وتبهرنا بأشكالها وألوانها ومذاقها المختلف , ولا نكاد نشعر بكل تلك الإعدادات والتجهيزات والعوامل المسخرات بداية ً من الملائكة المدبرين لكل ذلك بأمر الله تعالى , والسماء التي فيها خزائن الخير والغيث والنماء والأرزاق ويسكنها خلق كرام بررة لا يعصون الله ما أمرهم , والأرض وما فيها من خزائن تفيض من الثروات وأسباب النماء والتحضر مثل الحديد وسائر  المعادن والبترول المكتشف حديثاً  كل ذلك تم إعداده وتقديره مسبقاَ من خلال برنامج كوني عظيم مكتوب في اللوح المحفوظ .  نحن نأكل من كل الثمرات ولا نكاد نشعر بهذا الأمد البعيد من الإعداد والترتيب حتى وقت وقوع هذه الثمرات في أيدينا , وكثير من الناس لا شعور لهم البتة بشيء من ذلك , ومنهم من يأكل ما يشتهى ولا يذكر اسم المنعم على طعامه , والكافرون ينسبون كل ذلك للطبيعة العمياء والصدف الصماء , إلا عباد الله المخلصين ,  لذى نرى ختام الآية معبراَ عن حال الناس مع نعم الله تعالى التي تتوالى عليهم في كل وقت وحين  , ثم لا يشكرون عليها المنعم بها ويتعرفون منها كرمه وإنعامه بغير إستحقاق وهو الغني عنهم سبحانه  فيقول  تعالى   (فَلَا تَجْعَلُوا لِلَّـهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ ) 

   وختام الآيات في القرآن الكريم متتم للمعنى والحكم الذى تحمله الآيات  دليلاً ومرشداً لنا في فهم المعنى المحمول بالآية وتأكيده  , ومانع من دخول معنى آخر غير مقصود في الآية , فالآية الكريمة تحمل أمر إلهياً علوياً مقدساً بعبادته تعالى وحده لا شريك له , وذلك بالإعتقاد أولاً أن الله تعالى وحده هو المستحق للعبادة , فهو الذى خلق فسوى وقدر فهدى وأخرج المرعى فجعله غثاءً أحوى وخلق كل شيء وهو بك شيء عليم , فالآية الكريمة تسوقنا من خلال آيات الله تعالى في الكون إلى توحيد المنعم وتوجيه الشكر له وحده والحمد , فمتى نظر الإنسان من حوله ومن فوقه ومن تحته وجد كل ذلك شاهد على الخالق العظيم المتفرد والإله الحق ذي الجلال والإكرام , وكل من اعمل عقله وجال بفكره واستمع لفطرته , أيقين بوحدانية  الحق وكماله المطلق في أسمائه وصفاته وأفعاله  , فكيف به بعد ذلك يشرك به أحداً سواء في العبادة والشعائر والنسك , أو الولاية والمحبة والدينونة , أو تلقي المنهج والتشريع والأحكام , إن المسلم من استسلم بكليته لمولاه الحق ولا يعتقد عقيدةً ولا يتمثل منهجاَ ولا يتلقى تشريعاً وحكماً إلا من مولاه الحق وذلك من خلال ما أنزله الله تعالى في القرآن الكريم  حصراً ,  إن المسلم الحق ليس له (مصادر) تشريعية ولا قانونية ولا منهجية  , بل هو مصدر واحد من إله واحد وهو كتاب الله تعالى , الذى لا يأتيه الباطل من أي جهة وليس فيه إختلاف وليس فيه تناقض , وليس هو مصدر رئيس وتوجد معه مصادر فرعية كما يزعمون من يدعون الإسلام ! 

وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُوا شُهَدَاءَكُم مِّن دُونِ اللَّـهِ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ﴿٢٣﴾

فَإِن لَّمْ تَفْعَلُوا وَلَن تَفْعَلُوا فَاتَّقُوا النَّارَ الَّتِي وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ ۖ أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ ﴿٢٤

  هذا التحدي قائم إلى يوم الدين لكل أفاك أثيم , يسمع آيات الله تتلى عليه ثم يصرُ مستكبراً  كأن لم يسمعها كأن في أذنيه وقراً  , فأين    المتخرصون الذين يزعمون أن القرآن غير كافٍ لهم كمصدر للتشريع والأحكام والمنهج التام وليس يحتاج لغيره ليكمله أو يقيده أو يخصصه أو يطلقه أو ينسخه وتلك هي الطامة الكبرى والقسمة الضيزى .

إلى كل هؤلاء ومن على شاكلتهم يأتي هذا التحدي والتهديد الشديد والوعيد الذى يخلع القلوب وتشيب له الرؤوس ,هلم فأتونا بشيء مثله في كماله وجلاله وسموه وشموله ومطلق فوق الزمان والمكان وليس فيه إختلاف وليس فيه أهواء البشر وقصور أحكامهم واختلاف مذاهبهم وتعارض وجهاتهم وأغراضهم وفساد نياتهم وإرادتهم  , محال ثم عين المحال أن تكونوا قادرين على تأتوا بشيء مما تزعمون أنه يقضي على القرآن أو ينسخه أو يخصصه أو يحتاج إليه القرآن لتتم حجته وتبلغ رسالته للعالمين , وتكمل نقصه في زعمكم البغيض , ويكون خالياً من كل ما سبق شرطه !  وادعو من إستطعتم من علمائكم ومشايخكم الذين اتخذتموهم أرباباَ مع الله تعالى وليجتمعوا ويجتهدوا قدرهم وليلقوا بما يزعمون أنه يقضي على القرآن ويخصصه أو ينسخه من سنةٍ أو إجماعٍ أو إستحسان وما عندكم من هذه الآلهة المزعومة  , فليأتونا بسورةٍ من مثله بشرط القرآن , إنكم مختلفون من قبل أن تجتمعوا , ولن تتفقوا لو إجتمعتم بل يزداد تشرذمكم وخلافكم , والله وتالله لن تجتمعوا أبداً على كلمة سواء حتى تؤمنوا بالله وحده وكتابه كمنهج وتشريع تام لا يحتاج إلى غيره . أما السنة الصحيحة _ وصحتها بميزان القرآن _ فهي موضحة ومبينة ومفسرة للقران ولا تناقضه ولا تخالفه ... بل خادمة له , خاضعة له والرسول محمد عليه صلوات الله وسلامه عليه لا يملك ولا يمكنه مخالفة الوحى الذى أوحاه الله إليه المتمثل في القرآن الكريم  ولكنه يستطيع بفضل الله تعالى ومنزلة النبوة أن يستنبط منه فوائد وأحكاماً ويستخرج منه درراً وكنوزاً من العلوم والمعارف الصحيحة الصائبة .


وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقًا ۙ قَالُوا هَـٰذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ ۖ وَأُتُوا بِهِ   مُتَشَابِهًا ۖ   وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ ۖ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴿٢٥﴾

ثم بعد التهديد الشديد والوعيد الأكيد لمن  كان في ريب من كفاية هذه القرآن وقيامه بأمر الدين والدنيا , وأنه تبياناً لكل شيء كما قال الله تعالى وهو أصدق القائلين , منهج قويم لكل المؤمنين به ألي يوم الدين يهديهم إلى مرضات الله تعالى وإلى صراطه المستقيم , فهؤلاء المؤمنين بهذا عقيدةً وقولاً وعملاً , وليس لهم من دونه ملتحدا , له خضعوا وبه آمنوا وعليه إجتمعوا وإليه دعوتهم وديدنهم وأخلصوا دينهم لله تعالى , فهؤلاء لهم البشرى في الكتاب الذى آمنوا به وحده معصوما من الهوى والخطأ والاختلاف والتناقض , مطلق الدلالة عبر الزمان والمكان , يبشرهم ربهم بإيمانهم بكتابه وحده ولا يشركون معه كتاباً آخر , وتلقوا المنهج منه وحده وعملوا الصالحات التي أمرهم بها ربهم فعلاً , واجتنبوا ما نهاهم عنه ,  بالنعيم المقيم في جنات النعيم ,نسأل الله من فضله العظيم .

فأهل الجنة في نعيم دائم , لا يتشابه فيه شيء أبدا , حتى الثمرة الواحدة من الفاكهة تتميز عن الأخرى من نفس النوع في المذاق والطعم , فهم دائماً في مزيد , وكل ما يقدم لهم من متاعها  جديد لم يذوقوه من قبل رغم تشابه الظاهر , 

وهذا لأنهم أصلحوا في الدنيا بواطنهم , بإخلاص الدين لله تعالى , وإستقامة سرائرهم على تقوى الله تعالى  , فجعل الله تعالى لهم في الجنة مفاجئات من النعيم والملذات  لا تنتهى , فباطن الجنة خيرها من ظاهرها , وفيه ملذات ومتع مكنونةٍ لا تتكرر ولا تفنى ولا تبيد ولا تتشابه في حقيقتها ومذاقها ,  أبد الآبدين ,  فهم في شغل دائم فاكهون , ليس فيه ملل ,  وفى كل آنٍ جديد , وهم دائماً في إرتقاءٍ ومزيد , لهم فيها أزواج مطهرة ليس لهم مثيل في الدنيا ولا شبيه , وتمتعهم بهذه الزوجية , بكيفية وهيئة لا نعلم عنها شيئاً , ولم ترد  في القرآن الكريم عبارة  النكاح , في ما يخص  الزوجية  بالحور العين في الجنة , كما وردت كثيراً فيما يخص الزوجات المؤمنات في الدنيا  , وهى من المفاجئآت  التي أعدها الله تعالى لأهل الجنة , قال تعالى : (فلا تعلم نفس ما أخفي لهم من قرة أعين , جزاءً بما كانوا يعملون ) السجدة


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لماذا أمر الله تعالى بني إسرائيل بدخول القرية سجداً ؟

 لماذا أمر الله تعالى بني إسرائيل بدخول القرية سجداً ؟ وَإِذۡ قُلۡنَا ٱدۡخُلُواْ هَٰذِهِ ٱلۡقَرۡيَةَ فَكُلُواْ مِنۡهَا حَيۡثُ شِئۡتُمۡ رَغَد...

مشاركات شائعة